تعيين الأميرة سارة- رؤية جديدة للتمور نحو العالمية 2030

المؤلف: منى العتيبي09.04.2025
تعيين الأميرة سارة- رؤية جديدة للتمور نحو العالمية 2030

منذ بضعة أيام، تجلى إعلان المجلس الدولي للتمور بتعيين الأميرة سارة بنت بندر بن عبدالعزيز آل سعود، ذات المقام الرفيع، في منصب المدير التنفيذي للمجلس. وإني إذ أهنئ المجلس، بل وأهنئ أنفسنا جميعًا بهذا التعيين الميمون، لأرى فيه بحق خطوة نوعية بل مهنية بكل المقاييس، لقيادة المجلس في هذه المرحلة الدقيقة والمحورية. ولا شك أن سموها تتمتع بخبرة متعمقة ومتخصصة في رحاب إدارة الأعمال الزراعية، إضافة إلى كفاءة قيادية راسخة وخبرة مؤسسية عريقة، مما يؤهلها بجدارة لصياغة رؤية طموحة وآمال عريضة، من شأنها تعزيز مكانة المجلس على الصعيد الدولي وإعلاء شأنه.

وتأتي هذه النقلة النوعية في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد قطاع التمور تحولات جذرية ومتسارعة، سواء من حيث سلاسل الإمداد والتوريد الدقيقة، أو الطلب المتزايد عالميًا، أو الابتكار المتواصل في تطوير المنتجات. وهو ما يجعل من هذا التعيين فرصة ذهبية واستراتيجية لتوسيع نطاق تأثير المجلس الفاعل في الأسواق العالمية المترامية الأطراف، وترسيخ مكانة التمور كمنتج زراعي واقتصادي وثقافي أصيل، يمثل بحق هوية المنطقة وعمق موروثها العريق.

والجدير بالذكر أن المجلس الدولي للتمور، الذي يتخذ من الرياض مقرًا له، هو منظمة دولية مرموقة تأسست في عام 2013، ويضم في عضويته نخبة من الدول المنتجة والمستوردة للتمور على حد سواء، ويعنى بشكل أساسي بتعزيز التعاون المثمر بين أعضائه الكرام في شتى مجالات التنمية الزراعية المستدامة، والبحث العلمي الدقيق، والتسويق الفعال، وسلاسل القيمة المضافة.

ومن أجل تعزيز فاعلية المجلس وتأثيره الإيجابي في المرحلة القادمة، أتقدم باقتراح بلورة استراتيجية تطويرية شاملة تحت مسمى «التمور نحو العالم 2030»، على أن تتضمن هذه الاستراتيجية إطلاق مركز ابتكار عالمي للتمور، يعنى بشكل خاص ببحوث التغذية المتطورة، والصناعات التحويلية المبتكرة، والتغليف الذكي المستدام. بالإضافة إلى الاستمرار الدؤوب في عقد شراكات دولية فاعلة مع أسواق كبرى وعملاقة، للترويج للتمور كمنتج فائق الجودة والقيمة الغذائية (Super Food). ولا يفوتنا ضرورة إطلاق مؤشر دولي موثوق للتمور، يقيس بدقة متناهية الجودة والقيمة الغذائية، ويعتمد على نطاق واسع في الأسواق العالمية. مع تنظيم يوم أو أسبوع عالمي للتمور في عواصم عالمية بارزة، لتعزيز الحضور الثقافي والتجاري المميز.

وختامًا.. أرى بعين البصيرة أن المجلس سيمضي قدمًا نحو مرحلة جديدة ومشرقة من التأثير العالمي الفعال، يصنع من التمر منتجًا استراتيجيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يتجاوز كونه مجرد غذاء، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من القوة الناعمة والتنمية المستدامة المنشودة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة